dimanche 29 avril 2012
04:37

حكم الزواج العرفي في الشريعة الإسلامية


بسم الله الرحمان الرحيم

إن نمط الحياة المعاصرة التي يعيشها المسلمون اليوم قد أفرز ظاهرة بدأت تتفشى في الأوساط الإسلامية فيمن ينسبون إلى الظاهرة الدينية منهجا وسلوكا، ويرغبون في دعوة الناس إلى العمل به هي "ظاهرة الاستغلال الديني" بمعنى توظيف التقنيات الفقهية وتأويلها بشكل يتلاءم مع الرغبات النفسية والشهوات الجنسية، فقد أباح هؤلاء لأنفسهم بمجرد الخطبة والركون، كل ما يمارسه المتزوج " الباني بزوجته" من القبلة واللمس والمضاجعة، فاستباحوا الفروج التي علق الله سبحانه وتعالى أمر استباحتها بتحقيق جملة من الأمور كالعقد والإشهاد، والمهر والإشهار والوليمة وضرب الدفوف حتى قال صلى الله عليه وسلم "فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح " رواه الخمسة إلا أبا داود، وقال أيضا "أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالغربال" رواه ابن ماجه.

فكل ممارسة تتم بين خاطبين مما لا يباح إلا للزوجين فهي خارجة عن حدود الشرع، وضرب من المسافحة ولا ينكح رجل امرأة بمجرد العقد حتى يعلن النكاح ويضرب عليه بالدفوف ويعلم به الناس، فإذا استمتع بها بمجرد العقد، فهو نكاح سر وقد كرهه النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا ويقع كثير من الفتيات الملتزمات بهذا الدين في ألعوبة " الإباحة الشرعية" ويحملها خليلها الملتزم إلى خلواته يستمتع بها ويستبيح عذرتها ، وقد تشعر المرأة بالريبة من هذه الممارسة بحكم الفطرة والطبيعة فيطمئنها صاحبها بأنهما في مجال "الإباحة الشرعية" ويغلبها على نفسها بأنها زوجته على سنة الله ورسوله وهو في هذه المرحلة خال من الالتزامات ولا يمكن أن تطوله الشريعة ولا القانون بحال وقد يبدو له أمر المفارقة فيتركها على تلك الوضعية من دون تبعات ولا يمكن إلزامه بولد أنجبه منها، إذ أنه سيتبرأ منه ذلك أن الولد للفراش ولا فراش له بعد.
 
وهكذا تتحول الممارسات التي تتم تحت ستار "الاستغلال الديني " أو "الإباحة الشرعية" إلى ضرب من " المخادنة" و"السفاح" بل هي أقبح منها لأنها تتم تحت تأثير " المخادعة" و"الاسترسال" والمقصود بالاسترسال، أنك تخدع الطرف الآخر وهو يتصور ثقتك ونصحك، وهذا ممنوع حتى في باب البيوعات، وقد ورد النهي عنه من النبي صلى الله عليه وسلم، والعقد مفسوخ، والبيع باطل والمسترسل يملك خيار الرد، ولكن أنّى يتم هذا في باب النكاح، وقد خسرت المرأة أعز ما تملك من دون أن تحقق زواجا معلنا، مشتهرا بين الناس، فمدار صحة الزواج في الإسلام على الإشهار في البناء، وعلم الناس به وحضور الوليمة وضرب الدفوف هو كناية عن إبداء الفرح والسرور.
 
والمرأة المستجيبة لرغبات الرجل في فترة الخطوبة، تحكم على نفسها بالصغار والانحراف ورغم أنها تلبي حاجات في نفس خطيبها فهي تورث في نفسه شكّا فيها وريبة منها وقد يكون تسرعها في تلبية رغباته، ليس من باب الطاعة والإرضاء ولكن من باب "الشبق" فيها، وهذا قد يحمله على تصور خيانتها له فيما بعد وعلى تدنيس فراشه، وسرعان ما تزول تلك الشهوة، ويحل محلها الكراهية والاحتقار.



بقلم: الدكتــــــور هشام قريسة

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire